استهلت الأسواق الأوروبية تداولاتها في النطاقات الإيجابية يوم الثلاثاء مدفوعة بالبداية القوية التي شهدها الربع الأخير من العام خلال الجلسة السابقة. وعزّزت البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة من آمال اعتماد الاحتياطي الفدرالي لموقف أقلّ تشدداً بشأن رفع أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن تُسجّل العقود الأمريكية الآجلة بداية موفقة بفضل الزخم الإيجابي الذي وصل إلى بورصة وول ستريت من أوروبا. ويُمكن أن تحظى الأسهم العالمية بالمزيد من الدعم في حال عزّزت البيانات الاقتصادية الضعيفة التكهنات بشأن ازدياد دور داعمي خفض أسعار الفائدة في مُختلف البنوك المركزية حول العالم.
وأمّا في مجال العملات، ازدادت خسائر الدولار القوي هذا الصباح بالتزامن مع تراجع عائدات سندات الخزينة الأمريكية، مدفوعة بزيادة الإقبال على المخاطر وضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية. ويُواصل الجنيه الإسترليني، بعد معاناته لتعويض الخسائر القياسية التي سجّلها الأسبوع الماضي، تعافيه مُسجلاً أعلى مستوياته منذ أسبوعين عند 1.1430 هذا الصباح قبل أن يعود إلى مستوى التعادل. وفسح تراجع الدولار المجال أمام المضاربين على ارتفاع أسعار الذهب للوصول إلى حاجز الـ 1700 دولار للأونصة، بينما حافظت أسعار النفط على استقرارها قُبيل اجتماع مجموعة أوبك بلس المرتقب يوم الأربعاء.
ومن ناحية أخرى، فاجأ بنك الاحتياطي الأسترالي الأسواق بزيادة أسعار الفائدة هذا الصباح بأقل من التوقعات بواقع 25 نقطة أساس. وتُعد الخطوة المفاجئة مؤشراً هاماً حول حجم الزيادات المستقبلية، برغم ما صدر عن البنك المركزي الأسترالي سابقاً من تلميحات حول إمكانية إبطاء وتيرة تدابير رفع أسعار الفائدة.
وما يزال الحذر يسود الأسواق برغم تحسُّن مستويات الثقة فيها، لا سيما وأنّ المستثمرين يستعدون لمواجهة أسبوع جديد حافل بالنسبة للأسواق العالمية. ومن شأن الخطابات المرتقبة لعدد من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي أن تشغل الأطراف الفاعلة في السوق قُبيل صدور تقرير الوظائف الأمريكية يوم الجمعة المقبل. وفي حال أخذ داعمو رفع أسعار الفائدة زمام المبادرة من جديد، ستتعزز التوقعات بشأن اعتماد الاحتياطي الفدرالي المزيد من الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة. وفي المقابل، يُمكن لأيّ مؤشر حول مزيد من الحذر أن يزيد التوقعات بشأن اعتماد البنك المركزي لموقف أكثر تساهلاً بشأن أسعار الفائدة، في خطوة قد تُضعف من موقف الدولار الأمريكي.
تقرير الوظائف الأمريكية تحت دائرة الضوء
يُمكن لتقرير كشوفات الوظائف الأمريكية غير الزراعية أن يُحدد اتجاهات الأسواق خلال الشهر الجاري، لا سيما بالنظر إلى استمرار حساسية الأسواق الشديدة بشأن كل ما يتعلق برفع أسعار الفائدة.
وأشارت مؤسسة بلومبيرغ إلى أنّ الأسواق تتوقع بالإجماع تباطؤ نمو الوظائف من 315 ألف وظيفة في أغسطس إلى 250 ألف وظيفة في سبتمبر. بينما تُشير التوقعات إلى أنّ معدل البطالة سيبقى عند 3.7%، مع زيادة الأجور بواقع 0.3%. وسنكون على موعد مع اعتماد الاحتياطي الفدرالي لزيادة جديدة كبيرة في أسعار الفائدة عند 75 نقطة أساس في حال فاقت بيانات الوظائف توقعات الأسواق. بينما قد تؤدي البيانات المخيبة للآمال إلى الحد من التوقعات حول اعتماد زيادة كبيرة أخرى، في خطوة قد تُضعف الدولار وتدعم المضاربين على ارتفاع قيمة الأسهم في نهاية المطاف.
لمحة على العملات - زوج الجنيه الإسترليني الدولار الأمريكي
حقق زوج عملات الجنيه الإسترليني / الدولار الأمريكي تعافياً ملحوظاً على مدى الأيام القليلة الماضية، مواصلاً انتعاشه من أدنى مستوياته على الإطلاق عند 1.0350. وحظي الجنيه الإسترليني بالدعم من تراجع الحكومة البريطانية عن قرارها السابق بخفض الضرائب عن أصحاب الدخل المرتفع وضعف الدولار الأمريكي في الوقت ذاته. ومع ذلك، لم يعبر الجنيه الإسترليني مرحلة الخطر بعد، علماً أنّ الأسعار قد ترتفع بعض الشيء على المدى القصير. ويُرجّح أن تُلقي المخاوف بشأن ارتفاع التضخم، والآفاق الاقتصادية القاتمة والتوتر السياسي، بظلالها السلبية على إقبال المستثمرين على الجنيه الإسترليني. وبالنظر إلى زوج عملات الجنيه الإسترليني / الدولار الأمريكي من الجانب الفني، فيُمكن للأسعار أن تتراجع إلى 1.0850 في حال لم تجد الأسواق دعماً موثوقاً عند 1.1300. كما يُمكن لمستوى الاهتمام التالي أن يصل إلى 1.1600 في حال استلم المضاربون على ارتفاع أسعار الجنيه الإسترليني زمام المبادرة.
لمحة على السلع الأساسية – الذهب
استهل الذهب الربع الأخير من عام 2022 ضمن النطاقات الإيجابية بفضل تراجع الدولار وانخفاض عائدات سندات الخزينة.
وأسهمت توقعات الأسواق باعتماد الاحتياطي الفدرالي لموقف أكثر تساهلاً تجاه تدابير رفع أسعار الفائدة في تعزيز الإقبال على المعدن صفري العائدات. وستكون آفاق المعدن الثمين عرضة لتأثيرات تقرير الوظائف الأمريكية المرتقب يوم الجمعة، برغم توقعات ارتفاع الأسعار على مدى الأيام القليلة المقبلة.
ومن الناحية الفنية، يُمكن لأي زيادة فوق حاجز الـ 1700 دولار للأونصة أن يفسح المجال أمام زيادة جديدة نحو 1724 و1760 دولار للأونصة، على الترتيب. بينما سيكون مستوى الدعم التالي عند 1680 و1655 دولار للأونصة في حال تراجعت الأسعار لما دون حاجز الـ 1700 دولار للأونصة.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.